أبناء عقيل بن ابي طالب في فتح مصر سنة عشرين هجرية

قالت الرواة بأسنيد صحيحة عمن حضر الفتح من اصحاب السير والتواريخ مثل الواقدي وابي جعفر الطبراني وابن خلكان في تاريخ النهاية ومحمد بن اسحاق وابن هشام وكل منهم دخل حديثة في الاخر لما في ذلك من اختلاف ممن حضر الفتوحات وشاهد الوقعات من الصحابة .
قالوا : وحضر الفتح معظم الصحابه وكبراؤهم مثل عمرو بن العاص امير الجيوش على مصر واخيه محمد ، وسليمان بن خالد بن الوليد ، ومن بنى عم النبى صلى الله عليه وسلم مثل الفضل بن العباس ، وجعفر بن عقيل ، ومسلم بن عقيل ، وعلى بن عقيل ، والفضل بن عقيل ، وعبد الله بن جعفر ومن ابناء الخلفاء مثل عبد الرحمن بن ابى بكر ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وابان بن عثمان رضى الله عنهم .
وقد اخذنا هذه الفتوح على قاعده الصدق لاثبات فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابه رضى الله عنهم اذا لولاهم ما كانت البلاد للمسلمين ولا انتشر علم هذا الدين ، ولقد نفزت سرايهم فى الارض شرقآ وغربآ حتى ولولت الاعداء منهم هربا وسكبوا دماءهم فى الارض سكبا واستباحوا اموال الكفار نهبا وسلبا ، والله قد جعل فى قلوب اعدائهم خوفآ ورعبا منهم ، نجوم الهدايه واهل الولايه قد شرعوا الشرائع ورتلوا القرآن ترتيلا .
وقال الله تعالى فى حقهم تعظيما وتبجيلا (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
فقال عمرو : يا معاشر اصحاب رسوال الله صلى الله عليه وسلم انكم كلكم لكم الفضل وانى لست بآفضلكم وفيكم من هو ذو قرابه ونسب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتم تعلمون ما فتح الله على يديه من البلاد ، وما اذل الله على يديه من الاجناد (2) .
المصادر
1ـ سوره الاحزاب : الايه 23 .
2 ـ فتوح الشام : محمد بن عمر الواقدى : ج2 : صـ 268 ـ 274 .
قال الراوي بسندة الي الواقدي ، وابن اسحاق ، وابن هشام :
لما تكاملت الجيوش ذلك في ربيع الاخر من السنة المذكورة ، صلي عمرو باصحابة صلاة الصبح ،ثم قام من ساعتة يمشي علي قدمية وحولة جماعة من المسلمين ومعة :

مسلم بن عقيل بن ابي طالب .

وعلي بن عقيل بن ابي طالب ( وكان يقال لة علي الاكبر ) .

وجعفر بن عقيل بن ابي طالب (وكان يقال لة جعفر الاكبر ) .

والفضل بن عقيل بن ابي طالب (ولم تذكر المراجع التاريخية هذا الاسم الا الواقدي في فتوح الشام ) .

ومعة المقداد بن الاسود الكندي ، والزبير بن العوام الاسدي . والفضل بن العباس الهاشمي ، وعبد الرحمن بن ابي بكر الصديق ، وعبد اللة بن عمر بن الخطاب ، وهاشم بن المرقال ، والمسيب بن نجيبة الفزاري والعباس بن مرداس وبقية السادات حتي طلع رابية واشرف علي الجيش فلما رأي اجتماعهم سر سرور عظيما ، ثم امر بعرض الجيش .
فتقدمت الامراء اصحاب الرايات وصار كل امير يعرض جيشة وبني عمة علي عمرو بن العاص ، فكانت عدتهم ستة عشر ألف فارس فانتدب منهم عشرة ألاف فارس كلهم ليوث عوابس وعليهم الدروع الداودية متقلدين بالسيوف الهندية راكبين الخيول العربية ، من خيار أمة البرية .
قال عمرو :
يامعاشر الامراء أصحاب الرايات والسادات الاخيار ان خالدا أمير عليكم فاسمعوا واطيعوا وكونوا كلمة واحدة ، ونازلوا المدائن والقلاع ، وشنوا الغارات علي السواد ولا تقاتلوا قوما حتي تدعوهم الي الشهادة ان لا الة الا اللة ، وان محمد رسول اللة فان أبو فأداء الجزية ، فأن أبو فالقتال بينكم وبينهم حتي يحكم اللة وهو خير الحاكمين .
[وارسلوا الطلائع ولا يكون في الطلائع الا من كان فارس كرار في الحرب والقتال وثبتوا انفسكم ولا يغرنكم كثرة اعدائكم فأنتم الغالبون .
فقد ذكر اللة في كتابة المكنون المبين (( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن اللة واللة مع الصابرين ))1
واحسنوا نياتكم وثبتوا عزائمكم ،فأنتم الغالبون واللة معكم ، وانتم كلكم أهل الفضل والسابقة واصحاب رسول اللة صلي اللة علية وسلم وقاتلتم بين يدية ولاتحتاجون الي وصيتي بارك اللة فيكم .
ثم ان عمرو استدعي بأصحاب الرايات ،فكان اول من تقدم بعد خالدبن الوليد ،

الزبير بن العوام رضي اللة عنة وهو راكب علي جوادة الاغر شاك سلاحة فسلمة الراية وامرة علي جيشة وانشد يقول :
انا الزبير ولد العوام ليث شجاع فارس الاسلام
قرم همام فارس هجام اقتل كل فارس ضرغام
وانني يوم الوغي صدام وناصر في حانها الاسلام

ثم استدعي من بعده جعفر بن عقيل وامرة علي جيشة و سلمة الراية فتوجة وهو يقول :
أنا ابن عقيل من لؤي وغالب همام شجاع للاعادي غالب
حماة الوغي أهل الوفا معدن الصفا الي جود يمنانا مسير الركائب
ولا يعرف المعروف الا بعرفنا و لا الجود الا جودنا كا المواهب
علا مجدنا فوق الثنا وسناؤنا علا شرفنا من فوق كل الكتائب
فياويل اهل البغى منا اذا التقت فوارسنا فيهم بحد القواضب

ثم استدع من بعده اخاه الفضل بن عقيل وامره على جيشه وسلمه الرايه فتسلمها وتوجه يقول :

انى الفضل ابى عقيل اسير للحرب بلا تمهيل
بحد سيف قاطع صقيل به ابيد الكافر الجهول
انا ابن عم احمد الرسول المرسل المبعوث فى التنزيل
المصادر
1 ـ سوره البقره : الايه 249 .
2ـ فتوح الشام : الواقدى : : ج2 : صـ 276 ـ 277 .