فتح البهنسا وصعيد مصر في الفتوح الأول

الفتح الاسلامى للبهنسا

عندما انتهى عمرو بن العاص من فتح مدن الوجه البحرى والقاهرة والجيزة والاسكندرية واراد السير لفتح الصعيد فأرسل الى سيدنا عمر بن الخطاب
يطلب منه الاذن فى السير لفتح الصعيد فأشار عليه ان اردتم فتح الصعيد فعليكم بالبهنسا واهناسيا حيث يوجد بهما بطريقا ظالما يسفك الدماء
وهما اهم معاقل الروم فان سقطتا سقط الروم جميعا ولن تقم لهم قائمة بعد ذلك ولا يسير عمرو بن العاص على رأس الجيش
حتى يكون هناك مهابة فى نفوس الاعداء فأرسل بالفعل قيس بن الحارس المرادى الذى يفت الناس فى زمانه
ويروى عن الرسول (ص) وعن عمر بن الخطاب وذهب لفتح البهنسا وحاصرها وعسكر بقرية القيس التى سميت باسمه
ولما علم الروم بذلك جمعوا كل فلول حاميتهم وعلموا انه لو سقطت البهنسا لسقط الصعيد كله واشتدت المعركة
واشتد الحصار فأرسل الى خالد بن الوليد يطلب منه ان يسير معهم هو والمهاجرين والانصار
ولكنه ارسل ابى عبد الله الزبير بن العوام ومعه 300 فارس ولما بعد ارسل خلفه المقداد بن الاسود وضرار بن الازور
ودفع لهما 200 فارس ثم عبد الله بن عمر ومعه 200 فارس وعقبة بن عامر الجهنى ومعه 200 فارس وكانوا ينشدون الابيات فقال الزبير :
اتيناكم على خيل عتاق شبيه الريح يوم الاستباق
عليها كل صنديد همام شديد البأس يوم الحرب راقى
ننزل حماتكم بالسمر لما تجول بها مع البيض السهام
ونقتل كل ملعون وباغ على الاسلام من أهل اللئام
ونحن حماة الدين حقا نقر بأن رب العرش باقى
وأن محمدا خير البرايا رسول الله للعلياء راقى

وكان الروم والقبط يلقون ويرمون بالحجارة والسهام من اعلى الاسوار والابواب واقبل ضرار بن الازور وهو ملطخ بالدماء
وهى جامدة كأكباد الابل فقالوا له مابك يا ضرار قال لقد قتلت 160 رجلا من الاعداء وكفيتكم من خرج من باب الجبل
وقتل من المسلمين 280 رجلا فى المكان المعروف بالمراغة واقاموا على حصار المدينة 4 شهور وقام عبد الرازق الانصارى
بفتح باب الحصن وقتل ودفن وعرف باسم فتح الباب .
وتم الفتح بعد سقوط عدد كبير من الصحابة والتابعين .

واستقرت القبائل العربية:- بالبهنسا حيث سكنها قبيلة غفار التى تنتمى الى ابو ذر الغفارى وتكون منها الجيش المسلم
واختارت البهنسا واستقرت بها قبيلة بنى الزبير من ابناء الزبير بن العوام .
حتى جاء العصر الفاطمى :- واصبحت البهنسا كورة من اهم كور مصر الاسلامية وزادت مساحتها واتسعت رقعتها
وازدهرت بها الفنون والصناعات وجاء التقسيم فى العصر المملوكى على يد الناصر محمد بن قلاوون
وتتغير اسم كور الى اعمال فعرفت باعمال البهنساوية واتسعت رقعتها وزادت مساحتها .

وجاء العصر العثمانى واصبحت البهنسا ولاية من اهم ولايات مصر العثمانية حتى ضربها الاضمحلال
والانهيار فى نهاية العصر العثمانى وذلك نتيجة لنقل الولاية من البهنسا الى الفشن لقربها من نهر النيل
وهى طريق التجارة والمواصلات بين ولايات مصر العثمانية فى الصعيد ولذلك انحسرت البهنسا وتقلصت مساحتها ورقعتها .

كانت البهنسا مزار العديد من الزيارات من الامراء والعلماء مثل النواوى من العراق
وعبد الله التكرور من المغرب وزارها الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الازهر الشريف
وقد خلع نعليه تكريما لارض البهنسا التى وطأتها اقدام الصحابة والشهداء وارتوت الارض بدمائهم .
وتتميز مدينة البهنسا بالعديد من الاثار الاسلامية وخاصة قباب الصحابة
والشهداء وعرفت بأرض التاريخ والشهداء